-->

شعر ونثر

{"widgetType": "right post text","widgetLabel": "شعر ونثر","widgetColor": "#CF000F","widgetCount": 6}

اغتصاب ؟!



مقدمة: أحداث وشخوص النص حقيقية .. حدثت على أرض الواقع .. ولا فضل للكاتب على النص .. اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .

تنويه :الكاتب لا يقصد أي بعد سياسي .. ولا يقصد أي حاكم عربي .. في أي بلد عربي .. لأن الحكام العرب .. يتمتعون بالديمقراطية ويؤمنون بحري
شعوبهم وحرية التعبير .. ولا يعرفون شيئا اسمه " اغتصاب " ؟؟!! .اللهم إلا إذا رأي القارئ غير ذلك ؟؟!! .

تقديم :" اغتصاب " .. ليس قضية فردية وشخصية .. جرت أحداثها لامرأة ما .. في مكان ما ... في عصر ما ..فهي قضية " اغتصاب " أبعد من ذلك بكثير .. ؟؟!!

إهداء متواضع :إلى الأستاذة الفاضلة .. التي أوحت لي بفكرة النص .. وقد كانت شاهد عيان على الحدث الذي جرى في النص .... وإلى بطلة النص الحقيقية ...

( الكاتب )

اغتصاب / بقلم الروائي القاص (سليم عوض عيشان)

.. لا ... لا أيها السادة .. فليس هذا المشهد الذي تشاهدونه الآن مشهدا تمثيلياً لفيلم سينمائي من أفلام " الآكشن " ...ولست أنا بممثلة أقوم بدور البطلة ..وليس هؤلاء الذين يتحلقون من حولي ممثلين يقومون بدور العصابة التي تقوم بمهاجمة امرأة بقصد اغتصابها .لماذا أراكم هكذا تفتحون أفواه الدهشة ببلاهة ؟؟!! .. لماذا أراكم لا تحركون ساكناً ؟؟ .. لماذا لا تهبون لنجدتي .. ولمساعدتي ؟؟

إن هؤلاء الرجال .. والشباب المتحلقين من حولي ... يريدون اغتصابي .. نعم .. هم يريدون اغتصابي .. على مشهد ومرأى منكم جميعاً ... فأين الشرف ؟؟ .. أين الشهامة .. أين الكرامة ؟؟ ؟ هل ذهبت كلها أدراج الرياح ؟؟؟ . أم تراكم قد أصبتم بالصمم .. بالعمى ؟؟! .لم أكن أدري بأنكم جبناء إلى مثل هذا الحد .. أين أنتم من تلك المرأة المسلمة التي حركت جيوش المسلمين بمجرد كلمة واحدة تفوهت بها ؟؟!! بمجرد أن صرخت بكلمة " واإسلاماه " ؟؟!! .هل تريدون أن تعرفوا من أنا ؟؟ ..لكم ذلك ..

فأنا لست غانية أو بائعة هوى .. لست متشردة ولا متسولة .. بل أنا طالبة جامعية .. نعم .. أنا طالبة علم .. طالبة جامعية ملتزمة .. ذات خلق ودين بشهادة رفيقاتي كلهن .. ويبدو بأن هذه الأمور هي التي كانت سبب مصيبتي ... يبدو بأن عفتي وعذريتي لم ترق للبعض ..؟؟!! .. ويبدو بأنهم قد أصيبوا بالجنون لأنني صرخت عاليا :لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

هذه هي أنا .. أما هؤلاء الذين يتحلقون من حولي ويهاجمونني بوحشية على مرأى ومشهد منكم .. ومن الجميع .. فهم من الحرس الجامعي ؟؟!! نعم .. هم من رجال أمن الجامعة ؟؟ !! هل يمكنكم أن تتصوروا هذا ؟؟ .. ولم العجب ؟؟!! وقد انطبق على واقع الحال ذلك المثل العامي المتداول " حاميها حراميها " ؟؟!! .

أها .. ها أنتم تسألون عن تلك المرأة التي قامت بالتدخل في الأمر .. نعم .. إنها " مشرفة سكن الطالبات " .. نعم .. ها هي تتدخل في الأمر بقوة وعنف .. تكيل اللكمات والركلات المتتالية بوحشية ... نعم .. هي تفعل ذلك كله ..

ولكن ركلاتها ولكماتها وصفعاتها تنهال على وجهي ؟؟!! .. على جسدي ؟؟!!.

يبدو بأنها قد انضمت إليهم وانحازت لجانب عصبة الإفك ..تلك ... لأنها كانت من طينتهم .. من ملتهم .. وقد كان من الأجدر بها أن تنحاز لجانبي .. لأنني امرأة مثلها .. ولأنني الحلقة الأضعف .. ولأنني من وقع عليّ الظلم والجور .. ولأنني من يريدون اغتصابها .

مالي أرى طلاب الجامعة من الرفاق يتحلقون ويلتفون من حولي هكذا ؟؟!! .
مالي أراهم يقفون هكذا كالبلهاء .. لا يحركون ساكنا ؟؟!! .

صرخت فيهم بقوة وعصبية :" تحركوا .. تحركوا أيها الجبناء .. تحركوا أيها الحمقى .. تعالوا لنجدتي .. خلصوني من بين أيدي عصابة الإفك هذه التي تنوي الفتك بي واغتصابي .. مالي أراكم لا تتحركون ..؟؟؟ لا تهبون لمساعدتي .. لنجدتي ؟؟ يا لكم من جبناء .. قتلكم الخوف ... أماتكم الجبن ... لا .. لا .. لن أستسلم أبداً .. أبداً ..

هم يريدون اغتصابي وإذلالي وامتهان كرامتي أمام جميع الطلاب الجامعيين في المكان .. يريدون اغتصابي بوحشية وهمجية لإذلالي وقهري ..لا .. لن أستسلم أبداً .. أبداً .

ها هم يمزقون ملابسي بوحشيتهم البربرية .. ها هم ينثرون كتبي وكراساتي الجامعية ويلقون بها متناثرة في كل مكان ؟؟

ها هم ينهالون بالضرب المبرح على وجهي .. وجسدي من جديد ... كي يوهنوا عزيمتي .. ويفتوا من عضدي .. ولكني لن أستسلم .. لن أستسلم لهم أبدا ..فأي وحشية هذه ؟؟ .. وأي قذارة هذه ؟؟

ها أنا أصرخ في وجوههم بتلك الكلمة التي كانت قد أرعبتهم منذ البداية .. وزرعت في قلوبهم الحنق والغيظ .. والخوف ." لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا "

ها أنا أطلقها في وجوههم مدوية مجلجلة .. يتردد صداها في جنبات الأرض وأرجاء السماء .

يزداد حنقهم .. غيظهم .. وحشيتهم .. ينهالون على وجهي وجسدي بالضرب المبرح من جديد .. يتكالبون عليّ بوحشية .. يلقون بي على الأرض بعنف .. هم يريدون أن يكمموا فمي ... حتى لا أنطق بحرف ... أطلقها من جديد مدوية مجلجلة :لااااااااااااااااااااااااااااا

يمزقون ما تبقى على جسدي من ملابس بعنجهية وصلف .. يسحبونني من شعري .. يسحلون جسدي شبه العاري على الأرض ..

الغريب .. العجيب .. بأن جميع من حولي لا يحركون ساكنا رغم المشهد الدموي ؟؟!!يجروني من شعري إلى الخارج بعنف وعنجهية ..أصرخ فيهم بما تبقى بي من قوة :لاااااااااااااااااااااااااااااااااا

دعوني ..اتركوني ..يزداد حنقهم وغيظهم ..أصرخ صرخة مدوية .. أستجمع فيها كل قوتي وقد فروا بي من المكان :إلى أين ؟؟؟؟؟؟!!!!!!! .


( انتهى النص .. ولم تنته المأساة )

الشكر لـ / الروائي القاص (الاستاذ سليم عيشان)
لموافقته على نشر النص.

TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *