غزة: زهرة تقاوم العواصف

Karim Amsha

 



في قلب الشرق، حيث تلتقي الشمس بالبحر، ترقد مدينة غزة؛
مدينة تحمل في طياتها تاريخًا يمتد لآلاف السنين،
تتوشح بآثار حضارات مرت عليها، وتركت بصماتها على جدرانها القديمة.
لكن، خلف هذا الجمال والهدوء الكامن في الزوايا،
تقبع حكاية من الألم والصمود.

غزة، المدينة التي تعيش على حافة الأمل،
تتنفس الحرية من خلال شقوق الحصار والجدران المتصدعة،
تُضاء لياليها بأضواء القذائف لا بأضواء النجوم،
وصباحاتها تبدأ بصوت الطائرات لا بصوت العصافير.
تحت سمائها الرمادية، تتوالى القصص المؤلمة،
قصص عن أب فقد ابنه، وعن أم تبحث بين الأنقاض عن أثر لطفلها.

ورغم كل ذلك، تبقى غزة شامخة،
تقف كالشجرة الجبارة أمام الرياح العاتية،
ترفض أن تنحني أو تنكسر.
في شوارعها الضيقة، تجد الأرواح تعانق الحياة،
تجد الأطفال يضحكون ويلعبون،
وكأنهم يرسمون على وجوههم بسمة تتحدى الموت.

في كل زاوية من زوايا غزة، ترى أثر الحرب،
بيوت مدمرة، مدارس باتت ملجأً للأيتام،
لكن أيضًا ترى عيونًا تلمع بالأمل،
وترى قلوبًا تنبض بالحب والكرامة.
من بين الركام، ترتفع أصوات تقول للعالم:
"لن نموت، لن ننكسر، نحن هنا لنعيش، لنحب، ولنحلم".

في كل مرة تهبط فيها القذائف،
تنهض غزة من جديد،
تلملم جراحها وتعيد بناء نفسها،
كما تعيد طائر الفينيق بناء عشه بعد كل حريق.
تكتب غزة في كل يوم فصلًا جديدًا من فصول الصمود،
فصلًا يقول للعالم إن الحياة أقوى من الموت،
وأن الحب أقوى من الكراهية.

يا غزة، يا زهرة تقاوم العواصف،
يا نورًا يضيء في ظلام هذا العالم،
تُعلميننا في كل يوم معنى الكرامة والشجاعة،
تُثبتين أن الحب والأمل يمكن أن ينمو حتى في أقسى الظروف.
نحن هنا لنشهد صمودك،
لنروي قصتك للأجيال القادمة،
لتبقى غزة رمزًا للحياة التي لا تنطفئ،
وللأمل الذي لا يموت.

إرسال تعليق

Cookie Consent
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.
Oops!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
AdBlock Detected!
لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم الإيرادات التي نكسبها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا، ونطلب منك إدراج موقعنا على الويب في القائمة البيضاء في مكون حظر الإعلانات الخاص بك.
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.