مسائي الأول في القاهرة

Karim Amsha



في زوايا القاهرة القديمة، بين الأزقة الملتوية والأنوار الخافتة،
وقفت في مسائي الأول،
أحمل في قلبي حقائب الذكريات والحنين.
تركت خلفي إسطنبول،
مدينة تحمل في أحضانها قصص الماضي والحاضر،
تركتها بعدما أغلقت أبواب الحنين والعودة.

هنا، في قلب القاهرة،
تشابكت حكاياتي مع حكايات النيل الخالد،
وسرت في شوارعها التي تحمل في كل ركن منها عبق التاريخ،
لكني كنت غريبًا،
غريبًا في مدينة غريبة،
باحثًا عن نفسي بين طياتها،
آملًا أن أجد فيها وطنًا مؤقتًا،
يخفف عني ألم الفراق.

أقف على ضفاف النيل،
أرى انعكاس الأضواء على مياهه،
وأسمع أصوات المدينة التي لا تنام،
لكن في داخلي صوتًا آخر يناديني،
صوتًا يحملني بعيدًا إلى شواطئ غزة،
إلى حيث النخيل يعانق السماء،
وحيث الهواء يحمل رائحة البحر والذكريات.

تمنعني الحرب من العودة،
تحجب عني رؤية أهلي وأرضي،
تغلق أمامي أبواب الأحلام،
وتترك في قلبي غصة الفراق والحنين.
في كل لحظة تمر،
أشعر بثقل الغربة يزداد،
وأتمنى لو أنني أطير،
أعود إلى حيث ينتمي قلبي،
إلى غزة التي تنبض في عروقي.

مسائي الأول في القاهرة،
يختلط فيه دفء النيل مع برودة الفراق،
أحمل في روحي صورًا من غزة،
وأملاً أن تعود أيام الفرح والسلام.
كلما أغمضت عيني،
رأيت شوارع غزة،
تلك التي حرمتني منها الحرب،
وأحلم بيوم أعود فيه،
أقبل ترابها وأحتضن سماءها.

يا القاهرة،
أنتِ الآن ملاذي،
لكن قلبي،
سيظل معلقًا بين جدران غزة،
يتوق إلى اللحظة التي تنتهي فيها الحرب،
وتفتح فيها أبواب العودة،
ليعود الطائر إلى عشه،
ويعيش من جديد في وطنه الحبيب.



إرسال تعليق

Cookie Consent
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.
Oops!
يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت وبدء التصفح مرة أخرى.
AdBlock Detected!
لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم الإيرادات التي نكسبها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا، ونطلب منك إدراج موقعنا على الويب في القائمة البيضاء في مكون حظر الإعلانات الخاص بك.
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.