الحنين الذي لم يمت في شوارع القاهرة
يومًا ما،
عَبَرت شوارع القاهرة،
وكان في قلبي شوقٌ دفين.
غادرتُ هذه المدينة منذ سنوات،
وحين عدتُ، لم أكن أبحث عن مبانٍ ولا عن شوارع.
كنت أبحث عنكِ،
عن تلك الروح التي ملأت حياتي يومًا بفرحٍ لا يوصف.
تذكرتكِ،
وتذكرتُ كيف كان وجهكِ يضيء في زحمة الحياة،
وكأنكِ نجمة تتلألأ في سماء القاهرة.
تذكرتُ ضحكتكِ التي كانت تُهدئ من روع روحي،
وكأنها نسمة باردة في ليل صيفٍ حار.
في كل زاوية من هذه المدينة،
هنالك ذكرى تجمعنا.
عند نهر النيل،
الذي كان شاهدًا على أحاديثنا الطويلة
وأحلامنا التي تطايرت مع نسيم المساء.
وعند المقاهي الصغيرة،
حيث كنا نجلس لنرسم خطط المستقبل،
ونحن نحلم بحياةٍ لا يعرفها سوى العاشقين.
أشتاق إليكِ كما أشتاق لرائحة القاهرة عند الغروب،
لتلك اللحظات التي كنت فيها نبض قلبي،
وكنت أنا فيها كل ما تملكينه من حب.
أشتاق لتلك الأيام التي كنا فيها نحتفل بأبسط الأشياء،
وكأنها كانت الأعياد في قلوبنا.
يا حبيبة القلب،
عدت للقاهرة،
ولكنكِ لم تكوني هنا.
عدتُ لأجد أن الشوق لا يزال يعيش في زوايا روحي،
وأن الحب الذي حملته لكِ لم يذبل،
بل زاد قوةً وجمالًا مع مرور الأيام.
أنتِ لستِ مجرد ذكرى،
بل أنتِ قصة حب أبدية،
نقشها الزمن في قلبي.
عودتي إلى القاهرة أعادت لي ذكرياتكِ،
وجعلتني أدرك أن الحب الحقيقي لا يموت،
بل يبقى نابضًا في كل لحظة،
مهما كانت المسافات والأوقات.